الحصين Hippocampus: وهو المسؤول عن تحويل الذاكرة من قصيرة إلى طويلة الأمد.. أي يمكننا القول بأن عملية ترميز الذاكرة تتم عبر الحصين (والذي يقع في الفص الصدغي الأنسي)
اللوزة الدماغية Amygdala: وهي مسؤولة عن ربط الذاكرة بالمشاعر. نلاحظ جميعًا أن الذكريات المرتبطة بمشاعر قوية تكون راسخة في الذاكرة بشكل أقوى، شكرًا للّوزة الدماغية، والتي تساهم بشكل رئيس أيضًا في رد فعل المجابهة أو الهروب Fight or Flight.
المخيخ cerebellum: وهو المسؤول عن الذاكرة الأدائية؛ كقيادة الدراجة مثلاً.
بشكل أكثر تفصيلاً-
القشرة وراء الجبهية prefrontal cortex: وهي تلعب دورًا في الذاكرة الدلالية semantic؛ أي الذاكرة المرتبطة بمعاني الكلمات.
ماذا عن اللغة إذن؟ يشكل مركز الكلام واللغة داخل دماغنا باحتان رئيستان:
باحة بروكا Broca's area: إن إصابة هذه المنطقة يسبب ما يسمى بالحبسة التعبيرية؛ أي يستطيع المريض فهم الكلام الموجه إليه ويعرف ما يريد أن يقول، لكنه غير قادر على نطقه والتعبير عنه.
فيديو لمريض مصاب بالحبسة غير الطليقة أو حبسة بروكا:
باحة فيرنِكه Wernicke's area: تسبب إصابة هذه المنطقة حبسة استقبالية؛ بمعنى أن المريض لا يفهم ما يقال له، لكنه يجيب بشكل طليق بسيل جارف من الكلام غير المترابط.
في هذا الفيديو نرى مثالاً على أحد المصابين بالحبسة الطليقة أو حبسة فيرنكه:
باستطاعتنا الآن فهم ما يحدث عند فقدان الذاكرة، وإدراك السبب وراء عدم تأثر اللغة لدى المصاب، واللغة الأم خاصة. يمكننا تلخيص ذلك كالتالي:
يحدث فقدان الذاكرة عادة بسبب إصابة أحد البنى المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ. تكون هذه الأذية نتيجة لإصابة دماغية رضية -حادث مثلاً- أو بسبب سكتة دماغية أو بفعل الضمور الدماغي الحاصل لدى مرضى الألزهايمر. قد تتأثر بهذه الأذية تزامنًا إحدى الباحات المسؤولة عن الكلام في الدماغ مما يؤدي بالمريض لصعوبات في اللغة والنطق. حقيقة، فإن مرضى الألزهايمر يصابون بفقدان الذاكرة التقدمي anteretrograde amnesia، أي يفقدون القدرة على تشكيل ذكريات جديدة، ويكون هذا بسبب إصابة الحصين بالدرجة الأولى. أما الذكريات القديمة فيحافظ عليها أغلب المصابين.
أما ما نسمع عنه من حالات فقدان الذكريات الماضية مع القدرة على تشكيل ذكريات جديدة أو ما يدعى فقدان الذاكرة الرجعي retrograde amnesia، والذي يحدث بعد حادث مثلاً فيكون بسبب تضرر أحد مراكز الذاكرة دون تأثر مراكز اللغة في الدماغ.
وإن افترضنا جدلًا تأثر إحدى باحات اللغة في الدماغ فإن احتمال تأذي اللغات المتعلمة يكون بطبيعة الحال أكبر من احتمال تأذي اللغة الأم، وهذا لأن عدد العصبونات وقوة الروابط العصبية وتكاثف الدارات الدماغية التي تشكل بمجموعها اللغة الأم تكون أكبر وأكثر صمودًا أمام الإصابة.
يبقى أن نذكر أن هناك حالات أخرى من فقدان الذاكرة، نذكر منها مثلاً فقدان الذاكرة التحويلي -الهيستيري- بحيث يفقد المريض ذكريات بشكل انتقائي، تكون غالبًا مرتبطة بحدث مؤلم، ويصنف هذا النوع من فقدان الذاكرة تحت بند فقدان الذاكرة التفارقي dissociative amnesia، والذي يرتبط بأسباب نفسية في الغالب. هناك أيضًا فقدان الذاكرة الانتقائي وفقدان الذاكرة ما بعد الصدمة، وللحديث عنها مقام آخر..
دمتم بصحة وعافية
- 1 تعليق
- 51 مشاهدة